دليل الفلاح في زراعة توت الأرض (الفراولة)
تمهيد:
الفراولة من النباتات الهامة والتي تحتوي على عناصر هامة
تفيد الجسم، حيث تحتوي على الفيتامينات والمعادن التي تحمي من الأمراض، هذا إلى
جانب أنها من أشهر الفواكه المستخدمة في العديد من الحلويات، ويمكن استخدامها
كنهكة طبيعية، في هذا المقال الشامل نتعرف أكثر على الفراولة، كما نتعرف على
العديد من المعلومات حول كيفية زراعة الفراولة، وما هي الأمراض التي يمكن أن
تصيبها أثناء الزراعة، وما هي الخطوات الصحيحة لزراعتها وغيرها من المعلومات التي
تهم كل من يريد زراعة هذه الفاكهة اللذيذة.
المتطلبات الميدانية والمناخية لتوت الأرض (الفراولة)
الحرارة والضوء المناسبة لتوت الأرض (الفراولة)
يتأثر توت الأرض تأثرا
كبيرا بالفترة الضوئي ودرجة الحرارة، حيث تؤثر على النمو الخضري والزهري وعلى
العموم فإن الفترة الضوئية الطويلة والجو الدافئ يؤديان إلى زيادة النمو الخضري
ويكون النمو الخضري الجيد في حرارة تتراوح ما بين 20 و 30 درجة مئوية، أما الحرارة
المناسبة للإزهار فهي في حدود 15 درجة مئوية، ويحتاج تكوين البراعم الزهرية إلى
نهار قصير ودرجة حرارة منخفضة.
وتختلف أصناف توت الأرض
اختلافا كبيرا في مدى تأثرها بدرجات الحرارة ومدى تحملها للبرودة، ويزداد محتوى
الثمار من السكر في الجو الساطع والليل البارد، وتنضج الثمار خلال شهر على درجة
حرارة ما بين 21 و27 درجة مئوية نهارا ومن 16 إلى 18 درجة مئوية ليلا وتقل الفترة
بارتفاع درجات الحرارة.
التربة المناسبة لزراعة توت الأرض (الفراولة):
تنجح زراعة توت الأرض في
معظم أنواع التربة ما عدا الجيرية بشرط أن تكون الأرض جيدة الصرف وخالية من
الأملاح، أما حموضة التربة فيفضل أن تكون ما بين 5.5 و6.5 على ألا تزيد عن 7.5 أما
بالنسبة لملوحة المياه فيجب أن تتراوح ما بين 0.4 و 0.8.
وتبقى التربة الرملية
والصفراء الخفيفة أفضل أنواع الأراضي لإنتاج توت الأرض.
تقنيات زراعة توت الأرض (الفراولة)
اختيار الأصناف:
على الفلاح أن يحرص على اتباع توصيات المستشارين
الفلاحيين عند اختيار الأصناف المناسبة. لذا ننصحه باللجوء إلى طلب الإستشارة
الفلاحية لدى مراكز الإستشارة الفلاحية القريبة من ضيعته، بصفة عامة، يجب اختيار
أصناف تغطي أكبر فترة للجني وتلبي متطلبات السوق المحلي والأجنبي من شهر نوفمبر
إلى شهر يونيو.
إعداد الحقل
من أجل تحديد الخطوات التي سيحتاجها الفلاح لتحضير حقله
يجب عليه معرفة ومراعاة عدة عوامل من بينها:
- نوع التربة، جودتها وخصوبتها
- التعرض الكافي لأشعة الشمس
- الصرف الجيد للمياه
- نسبة ميلان الحقل
- الزراعات السابقة
الخطوة 1: إذا كان
الحقل يتوفر على زراعة منتهية، يجب تنقيته جيدا وخاصة من بقايا البلاستيك وحرثه
بالقرص عدة مرات.
الخطوة 2: التهوية
العميقة للتربة تحت سطح الأرض (60 سم تقريبا) من أجل توفير صرف جيد للمياه وكذلك
لتجفيف التربة الرطبة تحت الأرض.
الخطوة 3: في بعض
الأحيان، يجب إعادة الحرث بالقرص بعد الحرث العميق وذلك من أجل تكسير الطوب الذي
تم إنشاؤه فوق سطح الأرض. ينصح في هذا الوقت تسوية ميلان الحقل أو إحداث قنوات
لتأمين صرف جيد للمياه أثناء فصل الشتاء.
الخطوة 4: تشتيت بعض
العناصر والأسمدة الناقصة في مكونات التربة مثل الكمبوست والقليل من الأزوط
والبوطاسيوم والفوسفور ثم دمجها داخل التربة وذلك بعد القيام بتحليل التربة.
الخطوة 5: معالجة
التربة ضد الطفيليات والحشرات والأعشاب الضارة والنيماتود.
الخطوة 6: إعداد خطوط
الزرع.
إعداد التربة تمهيدا لزراعة توت الأرض (الفراولة)
الغرس
- يتم غرس توت الأرض بين شهري سبتمبر وأكتوبر، وتنطلق عملية الجني من شهر نوفمبر وديسمبر وتمتد إلى نهاية شهر جوان. أما كثافة الغرس فتتراوح بين 000 60 و000 70 شتلة بالهكتار
- تتم عملية غرس الشتائل يدويا وتتوزع عمليا على الشكل
التالي:
- بالنسبة للشتائل مغطاة الجذور، يتم الغرس ابتداء من شهر سبتمبر إلى نهايته وتدخل مرحلة الإنتاج في أوائل شهر نوفمبر، مما يجعلها أكثر ملائمة لإنتاج توت الأرض الاستهالك الطازج.
- بالنسبة للشتائل عارية الجذور، يتم الغرس بداية من شهر أكتوبر إلى أواسط شهر نوفمبر، وتبدأ إنتاجيتها أوائل شهر جانفي، مما يجعلها مناسبة لإنتاج توت الأرض الطازج والمجمد.
- وبصفة عامة، فإن الموعد الصحيح للغرس يتوقف أساسا على
موعد تسلم الشتائل من المجمعين.
- من أجل إنجاح عملية الغرس ينصح بـ:
- بعد استقبال الشتائل داخل الضيعة وقبل غرسها يجب وضعها في مكان آمن من أشعة الشمس لكي لا تجف.
- استخدام العجلة الثاقبة التي تحدد نقط الزرع فوق الخط وذلك حسب مسافة التباعد المناسبة لكل صنف.
- التأكد من قوة الشتائل خاصة قطرها وشكلها وحالتها الصحية.
- القيام بعملية معالجة الشتائل قبل الغرس وهي عملية مهمة لحماية الجذور من الفطريات.
- استخدام آلة الرش اليدوية بدال من غطس الشتائل في برميل أو في حوض.
- بعد عملية الزرع يجب الري بالتنقيط كل يوم للتأكد من وجود رطوبة كافية زيادة على ذلك يستحسن استعمال الري بالرشاش لضمان عدم جفاف النبتة.
- أن يكون الغرس على عمق مناسب والتأكد أن جدع الشتلة موجود على مستوى سطح الأرض وذلك لتفادي تعفن البراعم والأوراق الجديدة.
- الحرص على عدم ترك جزء من الجذور (خصوصا الجزء السفلي) خارج التربة وأن تكون كذلك مغروسة بطريقة مستقيمة وغير منحنية.
- إضافة إلى ذلك يجب رص التربة بإحكام حول الشتائل المغروسة وتوفير الري قريبا منها من أجل ضمان رطوبة مناسبة لنمو أولي جيد.
السقي
بالنسبة لزراعة توت الأرض، من المهم رصد ومراقبة مستوى رطوبة
التربة وتفادي الجفاف أو زيادة المياه.
ولهذا فإن أجهزة استشعار رطوبة التربة تساعد بصفة مهمة
على اتخاذ قرارات السقي، كما أن الملاحظة العينية وخبرة الفلاح يمكن أن تقوم بدور
ايجابي. ولهذا، يجب فحص ومراقبة نظام الري والتأكد من صحة اشتغاله بصفة مستمرة.
التسميد
ننصح الفلاح بالقيام بتحليل التربة من أجل معرفة مستوى
المواد العضوية المتواجدة بالحقل، وبالتالي تحديد حاجيات النبتة من الاسمدة:
الآزوط والبوطاس والفوسفاط. كما يجب القيام كذلك بتحاليل مياه السقي للتأكد من
جودتها.
يستحسن انتظار ما يقارب 3 أسابيع بعد الغرس لبدء عملية
التسميد وذلك لإعطاء الجذور وقتا كافيا لكي تنمو وتصبح قادرة على امتصاص حاجيات
النبتة في هذه المرحلة.
وتتفاوت الإحتياجات من الأسمدة تفاوتا كبيرا حسب نوع
الزراعة والصنف ونوع التربة وجودة مياه السقي لذلك ينبغي اللجوء للمستشار الفلاحي
أو المجمع من أجل تحديد البرنامج الأمثل للتسميد.
وبصفة عامة، يعمد بعض المزارعين إلى إجراء تحاليل التربة
والماء والأوراق ويحرصون على اتباع توصيات المختبرات، بينما يتوفر آخرون على
برنامج أو روزنامة معدة مسبقا حول كميات الأسمدة الواجب إضافتها إلى هذه الزراعة
في مختلف مراحلها دون إجراء أي تحاليل للتربة، في حين يتبع مزارعون آخرون برنامجا
مسلما من طرف وحدات التوضيب والتعبئة التي يتعاملون معها من غير إجراء أي نوع من
التحاليل.
دور وأهمية أهم العناصر التي توفرها الأسمدة:
الآزوت: مهم في الفترة بعد الزرع وأيضا في فترة الإنتاج، وهو أحد
مكونات البروتينات وعامل رئيسي في نمو وتطور النباتات.
الفوسفور: مهم في المراحل المبكرة للزراعة لنمو الجذور وكذلك
أثناء فترة الإزهار، وهو مكون أساسي من مكونات البروتينات وله دور مهم في نقل
الطاقة داخل النبتة.
البوتاس: له دور مهم في نمو الجذور وتكبير حجم الثمار، له دور
أيضا في عملية تكوين البروتينات ونقل السكريات من الأوراق إلى الثمار والجذور.
المغنزيوم: هو أحد مكونات اليخضور وهو أساسي لإعطاء لون جيد ولامع
للثمرة، يشارك في تكوين وتخزين السكريات والفيتامينات داخل النبتة.
الكالسيوم: له دور مهم في جودة الثمار مثل صلابة جلد الفاكهة ونسبة
توازن السكر والحموضة.
العناصر
الدقيقة (الحديد، زنك، منغنيز، النحاس، البور والموليبدين): أدوار مختلفة ومهمة طيلة موسم الإنتاج.
تعتبر البيوت المغطاة أساس زراعة توت الأرض لأنها توفر
حماية جيدة للزراعة خصوصا في فصل الشتاء.
ينصح أن يتم ترك الحقل بدون تغطية لفترة كافية أثناء
النمو النباتي حتى تتمكن الشتلة من تنمية الجدور وأن تتم التغطية فقط عند بروز 50
% من الزهور.
ينبغي اختيار تموقع اتجاه الأقواس أخذا بعين الإعتبار
اتجاه الرياح بالمنطقة وكذلك أشعة الشمس.
وتعتبر التهوية المناسبة والكافية أمرا بالغ الأهمية
عندما ترتفع درجات الحرارة خلال فترات عديدة أثناء الموسم.
ومن المشاكل التي يمكن أن تنتج عن الحرارة المفرطة داخل البيت المغطى هي نقص الجودة بسبب بعض الأمراض الفطرية كالتعفن وبوبياض وكذلك الاحتباس الحراري داخل البيوت المغطاة التي ينتج عنها نمو نباتي مفرط وبذلك تفقد النبتة القدرة على إنتاج جيد.
الأمراض والآفات
أعراض نقص العناصر وأسبابها
الأعراض | المسبب |
---|---|
إصفرار عام | نقص النيتروجين - نقص الكبريت - نقص الموليبدنم |
تقزم وتلون أخضر قاتم | نقص الفوسفور |
احتراق أو انسقاع الأوراق | نقص البوتاسيوم - نقص المغنيسيوم - زيادة الملوحة |
أضرار بالقمة النامية (احتراق القمة) | نقص الكالسيوم - نقص البورون |
اصفرار نصل الورقة مع بقاء العروق خضراء | نقص الحديد - نقص الزنك - نقص المنجنيز - نقص النحاس |
ضعف التلقيح | نقص البورون |
صلابة الثمار بصورة غير مرغوب فيها | نقص الكاسيوم |
طراوة الثمار، ورداءة طعمها وتجوفها وعدم تلونها جيدا | نقص البوتاسيوم |
محاربة الأمراض والحشرات
تتصف زراعة توت الأرض
(الفراولة) بكونها عرضة لكثير من الأمراض والحشرات، ومن بين أهم هذه الأمراض يمكن
ذكر البياض الدقيقي، العفن الرمادي، البقع الأرجوانية والأنتراكنوز.
وللإشارة فإن المعالجة
المتعددة بالمبيدات ليست عملا يسهل تدبيره، بالنظر إلى ضرورة مراعاة الحدود القصوى
للبقايا على الثمار ولآجال ما قبل الجني التي يجب احترامها بدقة شديدة وخاصة
بالنسبة للمنتوج المعد للتصدير، لذا ينصح اللجوء إلى استشارة الجهات المختصة من
أجل وضع برنامج ملائم للوقاية أو المعالجة إن إقتضى الأمر ذلك.
وفي كل الحالات يجب الإلتزام
بلائحة المبيدات المرخصة من طرف الزبائن والتي توجد عند كل مجمع.
الحشرات:
الأمراض:
عملية جني وتثمين توت الأرض (الفراولة)
الجني:
تبدأ عمليات جني توت
الأرض من أول شهر نوفمبر (شتائل الجذور المغطاة) وتستمر إلى أوائل شهر جويلية،
وأثناء مرحلة الإنتاج. أي في دروة الإنتاج يتم جني المحصول مرة كل 3 أيام، أو 10
أيام في الشهر، ويتم فرز المنتوج وتعليبه في عين المكان لتجنب كثرة التنقل
والتداول للثمار.
وبصفة عامة ومباشرة بعد
الجني (خلال 3 أيام) يتم إجراء معالجات وقائية بغرض احترام آجال ما قبل الجني
بالنسبة لعمليات الجني الموالية، وعموما يحتاج جني هكتار واحد من توت الأرض إلى 10
عمال زراعيين وإذا كانت الامطار تعيق عملية الجني فإن البيوت البلاستيكية الكبيرة
لا يمنعها ذلك من استمرار تزويدها للسوق الوطنية والأوروبية بشكل منتظم.
ويمكن إجمال أهم
العمليات المرتبطة بعمليات الجني في النقط التالية:
- إدارة مواعيد الجني وفقا لأحوال الطقس المتغيرة باستمرار هي عامل مهم في جودة الثمار، فمثلا في الأيام الدافئة يمكن الجني كل 2 أو 3 أيام أما في الظروف المناخية الباردة يمكن الجني مرة واحد في الأسبوع.
- خلال ذروة الجني (شهر مارس) يجب على الفلاح أن يوفر ما يكفي من اليد العاملة والوسائل اللوجيستيكية لضمان إنتاج مرتفع بجودة عالية.
- تعتبر تنقية وتنظيف الحق من كل ثمرة زائدة النضج أو فاسدة أو غير قابلة للتسويق من أهم العمليات أثناء أو بعد عملية الجني.
- تقطف الثمار من العنق بحيث لا تلمس الأصابع الثمرة حتى لا تترك بصمة الأصابع عليها مما يجعلها عرضة للإصابة بالفطريات:
- توضع الثمار في أواني خشبية بأبعاد 40×30 سم بارتفاع 7 سم ويوضع في قاع الاواني رقائق إسفنجية بسمك 1 سم للحفاظ على الثمرة من الكدمات.
- يجب أن تكون الثمرة التي يتم تجمعها في مرحلة 0.75 تلوين وتستبعد الثمار المشوهة والمصابة بالأمراض أو الغير كاملة التلقيح أو المجروحة أو المأكول بذورها من طرف الطيور.
- يجب نقل المنتوج على وجه السرعة إلى المحطة لتجنب إتلافه.
- يمكن جمع الثمار وتعبئتها مباشرة داخل علب التصدير بواسطة عمال مدربين باستخدام عربة صغيرة يقوم بسحبها العامل عند الجمع وتوضع فوقها العلب وبداخلها العلب البلاستيكية.