دليل الفلاح في زراعة العدس

دليل الفلاح في زراعة العدس

Bruchus lentis

مقدمة

يعتبر العدس مصدرا غنيا وأساسيا للبروتين النباتي بنسبة 25%  تقريبا في البذور ويحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات بـ 46%  وهو بذلك يعادل اللحم في قيمته الغذائية ومن ميزاته أنه سهل الهضم وسريع الإمتصاص في الأمعاء يسكن الحرارة ويزيل بقايا الحمى وماؤه يعالج الصدع وأوجاع الصدر بالإضافة لاحتوائه على بعض العناصر المعدنية كالحديد والنحاس وعلى بعض العناصر اللامعدنية كالفوسفور والكالسيوم وعلى بعض الفيتامينات وخاصة فيتامين ب 1.

أولا- الخاصيات الزراعية

العدس نبات حولي عشبي ينتمي لعائلة البقوليات ومن خاصيته تثبيت النتروجين الجوي في العقد الجذرية المخزنة للآزوت الجوي بواسطة بكتيريا الريزوبيا، وبالتالي فهو يساهم في زيادة خصوبة التربة.

تدوم مرحلة الزراعة ما بين 100-145 يوما، وقد تمتد إلى 180 يوما يتم خلالها فترات الإنبات والنمو الخضري والنمو الثمري والنضج وقد قدرت هذه الفترات حسب ما يلي: فترة الإنبات ب 15 – 25 يوم وفترة النمو الخضري بـ 35 – 55 يوم وفترة الثمري بـ 30 – 50 يوم، وفترة النضج بـ 25- 40 يوم هذه الفترات متداخلة فيما بينها ولا يمكن فصلها عن بعضها البعض.

أ- المناخ: يلائم العدس طقس معتدل دافئ يميل نحو البرودة، ذو أمطار معتدلة النزول يتحمل درجات حرارة منخفضة قد تصل إلى 6 درجات تحت الصفر، كما يتحمل الارتفاع في درجة الحرارة أكثر مما يتحمله الفول أثناء نمود.

ب- التربة: يحتاج العدس إلى أرض صفراء متوسطة الخصوبة، تحتوي على نسبة كافية من الكلس وذات رقم هيدروجيني في التربة (ph) ما بين 6 و 8 كما تنجح زراعته في الأرض الطينية الخفيفة الجيدة الصرف والحسنة البناء لا تلائمه الأرض التي تحتفظ برطوبها فترة طويلة مهما كانت درجة خصوبتها كما أن الزيادة في خصوبة التربة تسبب الزيادة في نموه الخضري وهو ما يجعله قليل المردود وعرضة للرقاد.

ثانيا- الدورة الزراعية

تدخل زراعة العدس في الأراضي المروية في دورة ثلاثية مع محاصيل الحبوب والمحاصيل الصيفية كالطماطم، الفلفل والقرعيات ... الخ.

دورة ثلاثية في أرض مروية (السنة الأولى: عدس | السنة الثانية: قمح | السنة الثالثة: قصيبة /خضروات).

كما تدخل زراعته بالنسبة للأراضي المطرية في دورة ثنائية مع محاصيل الحبوب (دورة ثنائية في أرض متوسطة الخصوبة (السنة الأولى: عدس | السنة الثانية: قمح/ شعير)

(الدورة الثلاثية في الأراضي المطرية (السنة الأولى: عدس | السنة الثانية: قمح | السنة الثالثة: قصيبة/ خضروات).

- المناطق الشبه جافة – المطرية: 50 – 100 كغ / هك من الديامونيوم فوسفاط أو من السوبر فوسفاط 45.

- المناطق السقوية بالوسط: 100 كغ / هك من الديامونيوم فوسفاط أو من السوبر فوسفاط 45.

ثالثا- البذر

1- كمية وكثافة البذر:

إن كمية البذور المستعملة ترتبط بالعناصر الثلاث التالية:

- وزن 100 حبة (غ)

- نسبة الإنبات (%)

- كثافة البذر المناسبة (عدد النباتات /م2).

كما تجدر الإشارة إلى ان كثافة البذر تختلف من منطقة بيومناخية إلى أخرى حيث تكون هذه الكثافة بمناطق الوسط والجنوب في حدود 80 إلى 100 نبتة /م2 وبمناطق الشمال في حدود 120-150 نبتة /م2.

2- موعد البذر:

يزرع العدس في تونس كمحصول شتوي من 15 أكتوبر في المناطق الحارة بالجنوب إلى بداية شهر ديسمبر، حسب المنطقة البيومناخية.

3- طرق البذر:

تتم عملية البذر على خطوط تبعد عن بعضها البعض مسافة 30 – 60 سم، وعلى عمق 3 مرات قطر البذرة وذلك باستعمال آلة بذر دقيقة أو آلة بذر الحبوب بعد القيام بالتعديلات اللازمة، ولضمان إنبات جيد ومتناسق وتسهيل الحصاد الآلي، ينصح باستعمال آلة الحدل roulage بعد عملية البذر.

يزرع العدس بإحدى الطريقيتن:

- الزراعة اليدوية: يتم اعتمادها في الزراعة البعلية بعد تحضير جيد للأرض حيث تنثر الحبوب باليد ثم تغطى بالسكة وتزحف.

- الزراعة الآلية: تستخدم هذه الطريقة في زراعة المساحات الواسعة والتي تحتوي على رطوبة كافية، وينصح عند استعمال آلة بذر الحبوب فتح مصبين متجانبين وغلق ثلاثة مصبات متتالية للحصول على الكثافة المرجوة.

رابعا- التسميد المعدني

تمكن العقد الجذرية التي تخزن الآزوت الهوائي من تلبية نسبة عالية من حاجيات زراعة العدس من اللآزوت قد تصل إلى حوالي 85%، وتأخذ الكمية المتبقية من الآزوت الموجود في التربة، مع العلم أن نثر كمية قيليلة من مادة الأمونيتر قبل الزراعة أو عند الزراعة تمكن من تنشيط النمو الجذري في الفترة الأولى وتساعد على النمو الخضري في ما بعد، وبالنسبة للتسميد الأساسي فيكون حسب نتائج تحليل التربة وهدف الإنتاج المرجو وإن تعذر ذلك ينصح بتقديم الكميات حسب المنطقة البيومناخية والنظام الزراعي المعتمد.

خامسا- الري

يزرع العدس غالبا في المناطق البعلية التي يتراوح معدل أمطارها ما بين 250 و 350 مم غير أن زراعته المروية تحتاج إلى 3 – 4 ريات حسب ظروف المنطقة ونوعية التربة وحاجة النبات.

فالاولى هي رية الإنبات الثانية تكون بعد الإنبات ب 20 – 25 يوم من موعد البذر والثالثة تكون قبل الإزهار، والرابعة بعد مرحلة العقد بحوالي 10 أيام.

سادسا- الأمراض والآفات

أ- الأمراض:

أهمها: الذبول وتفن الجذور والأسكوكتا والصدأ البني:

1- أمراض الذبول وتعفن الجذور:

الفطريات المسببة للمرض:

Rhizoctonia solani & Fusarium solani & pythium spp. & Verticillium sp &

Macrophomina phaseolina & Fusarium oxysporum f.sp. Lentis

- الأعراض:

يتم تحديد الفطر المسبب لتعفن الجذور والذبول على أساس أعراض المرض وحدها لأن الأنسجة المصابة تكون عادة مصابة بأكثر من فطر واحد في نفس الوقت أو متلاحقة، وقد تحدث الإصابة مبكرا مسببة تعفن البذور، موت البادرات قبل ظهورها فوق سطح التربة وفي بعض الأحيان يحدث موت وتساقد للبادرات بعد خروجها فوق سطح التربة وخاصة في الأراضي الرطبة.

أما على النباتات الكبيرة فإن المرض يتطور على النبات مع تقدمها في النمو وهذا التطور ترافقه أعراض واضحة على الأوراق تعكس ذلك التطور، وهذه الأعراض تتراوح من إصفرار الأوراق السفلى إلى حالة الإصفرار العام يليها موت كافة الأوراق على النبات وفي النهاية تجف النباتات وتتحول إلى اللون البني، ومن الأعراض المميزة أيضا تقزم النباتات المصابة وكذلك يظهر على جذور النباتات المصابة بقع غابرة لونها بني وخاصة قرب سطح التربة أو تعفن أسود قد يمتد حتى قاعدة الساق وتموت الشعيرات الجذرية وتتحلل.

أما مرض الذبول فأعراضه تكون عبارة عن إصفرار الأوراق ثم لا تلبث هذه الأوراق أن تزول ويصبح لونها بني وقد يكون الذبول على النبات بالكامل أو أحد الفروع وتتركز الإصابة في أوعية العروق، حيث يصبح لونها بني وهذا التلون قد يمتد إلى أعلى جزء من الساق.

المقاومة:

  • العناية بالعمليات الزراعية وخاصة تسوية الأرض والتسميد حتى يتمكن النبات من النمو الجيد فيتغلب على الإصابة.
  • إتباع دورة زراعية مناسبة.
  • زراعة أصناف مقاومة.
  • معاملة البذور بالمطهرات الفطرية قبل الزراعة.

- لفحة الأسكوكيتا: Ascochyta blight

الفطريات المسببة للمرض: Ascochyta fabae f . sp. lentis

يصيب هذا المرض الأوراق والساق والقرون أو الحبوب (بذور).

الأعراض:

تتمثل أعراض هذا المرض في ظهور بقع صغيرة لونها رمادي تتميز بوجود حافة سوداء اللون ثم بتقدم الإصابة تظهر أجسام الفطر السوداء. تتحرر وتتناثر جراثيم الفطر من هذه الأجسام الفطرية عند توفر الرطوبة العالية، كما أن هذه الظروف تساعد على إلتحام البقع مما يؤدي إلى موت الأوراق، كما نلاحظ ذبول قمة الساق وتحولها إلى اللون البني حيث تظهر أعراض اللفحة على النباتات. وعند إصابة القرون نلاحظ تراج في حجم الحبوب وتحول لونها نحو البنفسجي.

المقاومة:

  • إستعمال أصناف مقاومة.
  • العناية بالعمليات الزراعية وبإستخدام دورة زراعية مناسبة.
  • المقاومة الكيميائية بالرش بالمبيدات الفطرية المصادق عليها أو المنصوح بها.

- الصدأ البني:

الفطر المسبب للمرض Uromyces viciae-fabae

الأعراض:

تظهر الإصابة الأولى على شكل بقع محدبة قليلا لونها أبيض على الأوراق والساق ثم تتحول إلى اللون البني المحمر مكونة ما يسمى بالبثرة اليوريدية التي تنفجر فيها بعد وتتطاير منها الجراثيم اليوريدية ذات اللون البني والتي تكرر بواسطتها الإصابة خلال الموسم.

وعند إشتداد الإصابة تتغطى معظم الأوراق والسيقان بالبثرات اليوريدية، كما أن الأوراق المصابة تجف وتسقط قبل إكتمال، وفي آخر الموسم تتكون بثرات كبيرة الحجم سوداء اللون، وهي البثرات التليتية على الساق وبدرجة أقل على الأوراق عند توفر الظروف المناسبة من رطوبة وحرارة ينتقل المرض من الأوراق ليصيب القرون المحتوية على الحبوب مما يعرضها للتلف وينتج عن ذلك تراج كبيرة في المحصول.

المقاومة:

  • إستعمال أصناف مقاومة.
  • العناية بالعمليات الزراعية وبإستخدام دورة زراعية مناسبة.
  • المقاومة الكيميائية بالرش بالمبيدات الفطرية المصادق عليها أو المنصوح بها.

ب- الحشرات:

أهمها سوسة العدس، المن، الدودة الخضراء، والسيتونا.

- سوسة العدس Bruchus lentis : تصيب العدس وهو في الحقل حيث تضع بيضها على الأزهار أو على الثمار، فتفقس البيض وتدخل اليرقات إلى الحبوب حيث تكمن فيها وفي المخزن تخرج من الحبوب وتصيب الحبوب السليمة، وتكافح هذه الحشرة برش العدس بأحد المحاليل المبيدة لهذه الحشرة.

- المن: يصيب العدس وهو قائم في الحقل على أجزائها الخضرية والثمرية حيث يمتص عصارته وإذا اشتدت الإصابة يزداد الضرر ويقضي على المحصول إلا إذا تمت مكافحته، وهو ناقل لبعض الأمراض الفيروسية.

- السيتونا: تكافح بتعقيم البذار بمادة كاربوفوران قبل الزراعة.

- طفيل الهالوك: نبأت يتطفل على البقوليات قيسبب ضعفها ومن ثم موتها.

سابعا- الحصاد

يتم جمع العدس بعد 4-6 أشهر من موعد البذر. تبدأ عملية الحصاد عند ظهور علامات النضج الفزيولوجي (امتلاء الثمار، اصفرار العروش، تساقط الوريقات السفلية). وتتم بقلع النباتات باليد وتترك في الحقل يوما تقريبا، ثم تجمع وتدرس بعد أن تجف، وفي بعض البلدان يحصد ويدرس العدس بالآلة الحاصدة.

-الإنتاج:

ينتج الهكتار في مناطق الشمال ما مقدراه 10 إلى 25 قنطار من الحبوب وذلك حسب درجة خصوبة التربة وكمية الأمطار والتقنيلات الزراعية ومن القش كمية تساوي 150 كغ مقابل كل 100 كغ من الحبوب. 

google-playkhamsatmostaqltradent