دليلك الشامل في تربية الأغنام

 دليلك الشامل في تربية الأغنام

مقدمة

تعتبر الأغنام من أفضل الحيوانات التي يمكن تربيتها في المناطق الصحراوية والجافة والحديثة الإستصلاح، لدورها الهام في إستغلال أراضي المراعي الطبيعية التي لا تسمح خصائصها الطبوغرافية أو المناخية بالإستغلال في زراعة المحاصيل.

كما يمكنها كذلك من التغذية على بقايا المحاصيل الزراعية بالإضافة إلى ما يزرع من محاصيل الأعلاف التي قد يكون لها دور كبير في تحسين خواص التربة الزراعية بالإضافة لما يضاف إليها من سماد عضوي.

أولا: سكن الأغنام

ليس من الضروري أن يكون سكن الأغنام معقد وجد مكلف، لكن يجب أن يستجيب إلى الظروف المناخية المحلية، إلى متطلبات الحيوانات (من ناحية الحرارة والتهوية والنظافة..)، إلى حجم القطيع وإلى طبيعة مواد البناء المتوفرة وأيضا لتسهيل عمل مربي هذه الأغنام.

ولابد من توفر الشروط التالية:

- يجب ان تتلائم الابعاد مع حجم وعدد الأغنام لتجنب التكدس ويمكننا الأخد بالمقاييس التالية: نعجة عادية = 1 متر مربع، نعجة مع خرفانها = 1.8 متر مربع، خرفان صغيرة = 0.50 متر مربع، فحول = 1.5 إلى 2 متر مربع.

- يجب أن تكون الفتحات الصغيرة من جهة الريح.

- تصريف جيد للمياه وان يكون السكن على أرض جافة.

- بناء الزريبة بانحدار 1 إلى 2 % في اتجاه الفتحات الكبيرة،

ثانيا: تغذية الأغنام

تمثل التغذية أهم عامل لمردودية قطيع الأغنام، فكما هو الشأن بالنسبة لجميع الحيوانات المجترة، فالتغذية عند الأغنام يجب أن تستجيب لحاجيات الصيانة والإنتاج، فللاغنام احتياجاتها من الطاقة، البروتينات، الكالسيوم والفوسفور.

عموما يغطي المرعى نسبة مهمة من احتياجات الأغنام خاصة في فصل الربيع ورغم ذلك فإن التكميل بالأغذية المركزة ضروري في حالة كلأ ذو قيمة غذائية ضعيفة، أو غير كافي، او عند ارتفاع الحاجيات (نمو سريع، نهاية الحمل وفترة الحلب).

1: تغذية النعاج خلال فترة الصيانة

تكون احتياجات الحيوانات خلال الصيانة (أي بعد فطام الخروف وخلال الثلثين الأولين من فترة الحمل) جد ضعيفة، لا ترتبط إلا بالوزن الحي إلا إذا كانت هناك ضرورة لتحسين الحالة الجسمانية للنعاج، وبإمكان المرعى أن يغطي هذه الإحتياجات دون اللجوء إلى أعلاف مركزة.

2: تغذية النعاج خلال فترة التناسل

نظريا احتياجات النعاج خلال فترة السفاد توازن احتياجات الصيانة، لكن ينبغي على الكساب الزيادة في التغذية خلال هذه الفترة لتحسين نسبة الإباضة وعدد التوائم وأيضا للتخفيض من الوفيات الجنينية.

إن الحالة الجسمانية للنعاج تمثل عنصرا مهما في إنجاح عملية التناسل، فالحالة الجسمانية للنعاج غالبا ما تمنع هذه الأخيرة من إظهار علامات الشبق وتكون لديها نسبة إباضة أضعف من النعاج التي تتميز بحالة جسمانية جيدة.

من أجل إنجاح فترة التناسل، ينصح الكساب بإعطاء النعاج كمية من العلف المركز تتراوح ما بين 200 و250 غرام في اليوم ومركب معدني فيتاميني غني بالفسفور ثلاثة أسابيع قبل وخلال فترة التناسل، وينتج عن هذا زيادة في عدد الخرفان المولودة بنسبة 10 إلى 20%.

3: تغذية النعاج خلال فترة الحمل

في بداية ووسط فترة الحمل (الثلاثة أشهر الاولى) تكون احتياجات النعاج ضعيفة توازي احتياجات الصيانة، مما يجعل تغيير التغذية غير ضروري خلال هذه الفترة.

من الناحية الغذائية توافق الفترة الحرجة الشهرين الأخيرين من الحمل: ففي هذه الفترة، يكون نمو الجنين سريعا ومهما مما يؤدي إلى ارتفاع حاجيات النعاج الحوامل، بينما تنخفض وبشكل كبير، قدرة الأكل (انخفاض حجم الجهاز الهضمي بسبب ارتفاع حجم الجنين أو الاجنة) خلال هذه الفترة يجب إضافة أغذية مركزة وغنية بالطاقة.فسوء التغذية خلال هذه الفترة يعطي خرفانا هزيلة وذات أوزان ضعيفة عند ولادتها.

يمكن أن يتحسن إنتاج الحليب عند النعاج التي ترضع حملا واحدا بنسبة 20% إلى 30% عندما تكون التغذية جيدة. وللإستجابة لحاجيات الجنين، يجب أن تكون الحصة الغذائية خلال نهاية الحمل غنية بالطاقة (حبوب، ثفل، ميلاص) وأن تحتوي على 10% على الأقل من البروتينات الخام (تكميل الغذاء بالكسب أو بالقطنيات).

يجب أيضا الاستمرار في توزيع الكلأ او التبن الجيد لتجنب الحموضة والإسهال.

4: تغذية النعاج خلال فترة الحلب

تعتبر تغذية النعاج خلال فترة الحلب مهمة جدا لإنتاج الحليب ولنمو الخرفان، وتتزامن فترة الحاجيات المرتفعة مع الأشهر الأولى لفترة الرضاع، مع ذلك تبقى القدرة على الأكل بعد الوضع جد محدودة لمدة ثلاثة أسابيع وبالتالي فهي لا تسمح بمواجهة تزايد الحاجيات، خلال هذه الفترة يكون الحساب الطاقي سلبيا (أي أن الحاجيات من الطاقة تفوق ما تتناوله النعاج) حيث يضطر الحيوان إلى استعمال مدخراته: في هذا الصدد، يجب التذكير بأن الشاة لن تتحمل فقدان أكثر من 2 كيلوغرام من الوزن في الشهر (1 إلى 4 كيلوغرامات حسب حالة النعجة قبل الوضع). لهذا يجب أن تقدم للنعاج المرضعة حصة غذائية تعتمد على الكلأ الجيد مع إضافة 400 إلى 600 غرام في اليوم من العلف المركز، والذي يمثل مصدرا مهما للبروتينات.

ابتدءا من الأسبوع السادس، يبدأ الحمل في التخلص تدريجيا من ارتباطه بأمه ليتوقف بذلك الغذاء المكمل للنعاج، ويكفي فقط إعطاءهن كلأ جيدا.

عموما، يتغير وزن النعاج كثيرا حسب حالتها الفيزيولوجية، لذلك يجب أن يواكب التسيير الغذائي هذا التغير في الحالة الجسمانية ويجب الحرص على أن لا يكون وزن النعاج في نهاية دورة التوالد أقل من وزنها في بداية الدورة.

5: المــاء

يلاحظ عند العديد من مربي الماشية عدم إعطاء الأهمية اللازمة للماء (تنقيص من أهمية الماء) في تغذية الحيوانات بالرغم من أن كميته وجودته تساهمان في تحسين إنتاجية الأغنام وكذلك في تحسين النمو والتناسل وإفراز الحليب، إذا فمن الضروري أن تمنح للحيوانات إمكانية شرب مياه نقية باستمرار من جهة أخرى، يلعب الماء دورا مهما في تنظيم حرارة الجسم.

5: معادن وفيتامينات

تلعب المعادن والفيتامينات دورا مهما في عملية الهضم لهذا يجب إضافتها وبطريقة منظمة للحصة الغذائية، تتم هذه الإضافة غالبا بواسطة مكملات تجمع بين المعادن والفيتامينات مما يمكن في نفس الوقت من الاستجابة لحاجيات الأغنام من هذه الأخيرة.

العناصر المعدنية التي يوصي بها كثيرا هي الكالسيوم والفوسفور، مع الحفاظ على نسبة كالسيوم / فوسفور متوازنة إضافة إلى ذلك يجب الحفاظ على توزيع الملح على الحيوانات، مما يدفعها إلى شرب الماء، ويجنبها بعض الأمراض، ويعد الكبريت أيضا ذو أهمية خاصة لأنه أحد مكونات الصوف.

ثالثا: التوالد عند الأغنام

1- التوالد عند النعاج

النشاط الجنسي

الأغنام لها نشاط جنسي موسمي ويرتبط هذا النشاط بعدة عوامل وهي السلالة، الحرارة الخارجية، السن، التغذية وطول النهار، ولقد أظهرت العديد من الدراسات العلاقة الوطيدة بين ظهور الشبق وتغير طول النهار، فمثلا في الربيع، عندما يتناقص طول النهار يكون النشاط الجنسي قصويا عند الخرفان والنعاج.

الدورة الجنسية

فترة الشبق هي الفترة الوحيدة التي يمكن فيها للنعاج أن تقبل جنسيا الخرفان الذكور ويمكنها إذن أن تخصب.

يظهر الشبق في موسم النشاط الجنسي بمعدل مرة كل 17 يوما، وتدوم هذه الفترة عند الأغنام ما بين 36 و 40 ساعة حسب السلالة (شبق أطول عند السلالات الولودة) وحسب سن الحيوانات (شبق أطول عند الخرفان الناضجة) تتم الإباضة بعد 35 إلى 40 ساعة من بداية الشبق وتكون مصحوبة في حالة الإخصاب بتطور الجسم الأصفر الذي يفرز هرمون الجسفرون هذا الأخير يمكن من المحافظة على الجنين داخل الرحم ويوقف أي دورة جديدة.

إذا لم يتم الإخصاب، يتراجع الجسم الأصفر وتنخفض نسبة الجسفرون لتبدأ دورة جديدة.

ينصح بأن يكون التناسل في وسط الدورة من أجل الحصول على أكبر عدد من النعاج المخصبة خلال الثلاثة أسابيع الأولى التي تلي إدحال الخرفان، للمزيد من الحذر وللتأكد من أن تكون جميع النعاج حبلى، يجب مراعاة إبقاء الخرفان مع النعاج لمدة دورتين، تقريبا 40 يوما.

إضافة إلى ما سبق يجب اختيار فترة السفاد بطريقة يمكن من خلالها موافقة عمليات الوضع مع الفترة التي تتوفر فيها موارد كلئية مهمة.

2- تسيير خرفان التوالد

اختيار الخروف المولد

يجب أن يكون الخروف المولد من سلالة ونوع يتلاءمان مع المنطقة ونوع الإنتاج، حيث يجب أن يتوفر على مظهر ذكوري وعلى مميزات ذكورية واضحة جدا يجب التأكد أيضا من انه غير مصاب بتعفن تناسلي وأن لديه قدرة جيدة على التوالد (رغبة جنسية، جودة المني، التصرف مع النعاج).

من العوامل المهمة في الإختيار تحديد سن خرفان التوالد حيث من المحتمل أن لا تستطيع الخرفان الصغيرة (أقل من سنتين) أو الكبيرة في السن (أكثر من 6 سنوات) نتأ عدد كاف من النعاج، إذ قد تكون رغبتها الجنسية ضعيفة مع إفراز مني ضعيف كما وكيفا.

الاهتمام الذي يجب إعطاؤه للخروف

التغذية السيئة قبل وخلال فترة التناسل تقلل من القدرة التوالدية للخرفان، من هنا تظهر أهمية إعداد الخرفان قبل التناسل. يجب مباشرة هذا الإعداد حوالي 60 يوما قبل التناسل، وهاته المدة ضرورية لتكوين الحيوانات المنوية.

يلاحظ أن الخرفان شديدة الحساسية للحرارة المرتفعة لذلك تكون القدرة على النتأ وجود المني ضعيفة خلال فصل الصيف ولتجنب الآثار السلبية للحرارة يجب وضع الخرفان خلال النهار، في مكان ظليل ذو تهوية جيدة مع إدخالهم وتركهم طوال الليل صحية النعاج.

عدد النعاج لكل خروف

إن استعمال مجموعة من الخرفان في القطيع يؤدي إلى ظاهرة التراتبية، وهكذا يمكن لخروف كبير السن، ذو قدرة جنسية ضعيفة أن يمنع آخر أصغر منه سنا، من نتأ بعض النعاج.

يرتبط عدد النعاج لكل خروف بالقدرة الجنسية لهذا الأخير وبالظروف التي يمر فيها التناسل (الفصل، نوع التربية) (خرفان صغيرة = 20 نعجة لكل خروف) (خرفان كبيرة = 25-30 نعجة لكل خروف).

3- تربية الخرفان الصغيرة

الإسعافات الأولى عند الوضع: عند الولادة يجب على الكساب نزع المشيمة التي تغطي أنف وخياشيم المولود الجديد لتسهيل عملية التنفس، في بعض الحالات يمكن إدخال قشة تبن في الخياشيم لإنعاش عملية التنفس إذا ظهر أن الحيوان يعاني من صعوبة في التنفس.

كذلك يجب معالجة الحبل السري بمحلول إيودي مباشرة بعد الولادة، عند غياب هذه المعالجة، يمكن للحمل أن يتعرض لأنواع مختلفة من الامراض.

في هذا الصدد، ينصح الكساب بجعل النعاج تلد في مكان مغلق، حيث تساعد هذه الطريقة على ربط العلاقة بين الأم وصغارها.

الإرضاع، الإنعاش التكفل: ينصح بإعطاء الاحمال الولودة اللبأ في أسرع وقت ممكن ومباشرة بعد الولادة، لأن اللبأ ضروري لحماية المولود الجديد من أمراض مختلفة.

إذا لم يتوفر لبأ أم المولود الجديد، يمكن للكساب اللجوء إلى لبأ نعاج أخرى حديثة الوضع (21 إلى 63 ساعة).

على الكساب أيضا أن يواجه المشاكل التي تتعرض لها الخرفان المولود خلال فصل الشتاء وذلك بإنعاشها حين تنخفض درجة الحرارة بشدة، وهكذا تتم إعادة القوة لهؤلاء الصغار بواسطة قماش يتم بها تجفيفهم وتسخينهم.

يمكن تبني الحمل من طرف نعجة أخرى في حالة موت الأم، أو عندما يكون إنتاج الحليب غير كاف، أو في حالة ولادة متعددة. النعاج التي تضع حملا واحدا أو التي يموت أولادها تعتبر أحسن الأمهات المتبنية.

الإرضاع الاصطناعي

يمكن اللجوء إلى الإرضاع الإصطناعي في الحالات التالية:

- عند النعاج الولودة حيث يستحسن إبعاد الحمل الثالث او الرابع حسب إنتاج الام من الحليب.

- عند النعاج الصغيرة يستحسن ترك حمل واد.

- عندما يكون إنتاج الأم من الحليب غير كاف.

- في حالة مرض الضرع أو موت الأم ...

في حالة الإرضاع الاصطناعي يتم إبعاد الحمل عن امه في أسرع وقت ممكن بعد تمكينه من رضاعة اللبأ.

من الضروري أن يكون هذا الحليب الاصطناعي ذا جودة عالية وخاص بالأحمال والجديان، كما أن طريقة التوزيع هي أيضا مهمة، حيث يجب أن يتراوح التركيز ما بين 200 و 250غ في كل لتر من الماء. هناك من يزيد تدريجيا في التركيز: من 180 إلى 250 غ في اللتر وذلك انطلاقا من الأسبوع الأول إلى نهاية الأسبوع الرابع.

عموما، إذا أراد الكساب تجنب أي مضاعفات يجب عليه تتبع طريقة الاستعمال المبنية على ظهر الكيس الخاص بالحليب الإصطناعي المستعمل.

من المهم أيضا، توزيع هذا الحليب ساخنا (38 إلى 40 درجة) لأنه يكون أكثر شهية ويساهم في الهضم كما يجب أن يوزع على شكل حصص (3 حصص في اليوم: في الصباح، منتصف النهار وفي المساء) وذلك لتجنب ظهور الإسهال أو الانتفاخ خصوصا إذا لم يتم احترام الأوقات المحددة، يمكن أيضا توزيع الحليب باردا (درجة حرارة المكان) لكن في هذه الحالة يكون أقل شهية بالنسبة للخروف الرضيع.

رابعا: تسمين الأغنام

إن الهدف من تغذية الخرفان الجزارة هو الحصول بطريقة مربحة على منتوج جيد مطلوب في السوق يخضع التسيير الغذائي المتبع إلى تأثير نوع الخرفان المستعملة والإنتاجية المبحوث عنها ومتطلبات السوق.

تدوم عملية التسمين من 2 إلى 3 أشهر وتتطلب غالبا تغييرات في التربية خصوصا في التسيير الغذائي، يجب أن تتم هذه التغيرات تدريجيا عبر فترة تأقلم تدوم 2 إلى 3 أسابيع وككل الحيوانات الأليفة المجترة، فإن الخرفان تحتاج إلى حصة غذائية انتقالية قبل المرور إلى نظام غذائي جديد لتجنب احتمال التسبب في مشاكل هضمية أو استقلابية (حموضة، انتفاغ ...) ولترشيد الفعالية الغذائية، تمكن فترة الإنتقال الغذائي الكائنات المجهرية التي تقوم بالهضم داخل الكرش من التأقلم مع الغداء الجديد، وذلك بالطريقة التالية: لمدة أربعة أيام، 25% من الغداء الجديد و 75% من القديم لمدة أربعة أيام أخرى، 50% - 50% لمدة أربعة أيام أخرى، 75% من الغداء الجديد و25% من القديم ثم 100% من الغداء الجديد.

يتم تسمين خرفان الجزارة إما في المرعى مع إنهاء في الغالب بالأغذية المركزة وإما في الحضيرة، كيفما كان نوع التسمين المتبع يجب الحرص على أن تكون الحصة الغذائية المستعملة مشهية وغنية بالطاقة الكافية والمادة الآزوتية لإتمام التسمين في أسرع وقت ممكن.

1/ التسمين في المرعى

يعطي سرعة نمو صغيرة (50-150 غ/راس/يوم) في هذه الحالة تكون إضافة العلف المركز، الذي يعتمد على الحبوب، ضرورية إذا كان الخروف الذي يأكل العشب فقط ليس في حالة جسمانية جيدة، فاستعمال العلف المركز يجب أن يبدأ على الأقل بشهر قبل الدبح.

2/ التسمين في الحضيرة

عموما يمكن تطبيق طريقتين لتسمين الخرفان في الحضيرة الأولى تقتضي ترك الحيوان يأكل الكلأ الخشن بكل إرادته وتثبيت كمية العلف المركز، الطريقة الثانية تقتضي خلط الكلأ الخشن (تبن ...) والعلف المركز بنسب تتراوح ما بين 20 و30% بالنسبة للكلأ الخشن و70 إلى 80% بالنسبة إلى الأعلاف المركزة ثم يتم تقديم العلف.

في الطريقة الأولى يمكن للأحمال أن تقوم بفرز مكونات الغذاء ويصبح من المستحيل التحكم في الكميات المستهلكة والتصرفات الغذائية.

خامسا: أمراض الاغنام

تعتبر الصحة الحيوانية من أهم الجوانب المتعلقة بالإنتاج الزراعي الحيواني وذلك لأثرها المباشر على إنتاجية القطيع وأثرها على الصحة العامة ولهذا كان لا بد من دراسة الأمراض المختلفة التي تتعرض لها الحيوانات خلال فترات حياتها. إن الحفاظ على صحة الحيوان أساس للحفاظ على صحة الإنسان خصوصا عندما تكون الحيوانات على تواصل مع المجتمع ولهذا يجب مراقبة أماكن تواجدها مأكلها ومشربها.

إن الحيوان المريض يسلك سلوكا مختلفا عن باقي أفراد القطيع تجده منعزلا أو راقدا في حين يرعى باقي القطيع أو تجده واقفا مع إمالة رأسه تجاه الأرض بينما الآخرين يرقدون في استرخاء وهدوء وغالبا ما تجد الحيوان المريض لا يأكل وفي الحالات المرضية المزمنة يشاهد انخفاض حاد في الوزن وفي الإنتاج مع معاناة الحيوان من الإسهال وتقصف في غطاء الجسم من الصوف والشعر ويوجد العديد من هذه الحالات المزمنة وخاصة عند الإصابة بالطفيليات الداخلية أو التعرض إلى النقص في الأملاح المعدنية، وفي بعض الأعراض المرضية الحادة يعاني الحيوان من التنفس السريع (الالتهاب الرئوي الحاد) هناك بعض الأمراض التي لا تظهر لها أعراض واضحة على الحيوان ويلاحظ موت مفاجئ للحيوان حيث تتطور الحالة المرضية بسرعة دون ظهور أعراض.

1/ علاج الأمراض العامة عند الأغنام

دينار وقاية خير من قنطار علاج، هو عنوان تربية الحيوانات الصغيرة والحفاظ عليها ولطالما تربى جماعيا فإن المرض ينتشر فيها بسرعة ولا تجدي معها العلاجات الفردية، بل ومن غير الاقتصادي معالجتها إلا لفترات محدودة لذلك لابد من اتخاذ الإجراءات الصحية التالية:

  • تحصين القطيع ضد أمراض الأنتروتوكسيميا والحمى القلاعية والجمرة الخبيثة والجدري والحمى المالطية.
  • مكافحة الطفيليات الخارجية في فصل الصيف باستخدام النيوسيدول بطريقة التغطيس.
  • تجريع الحيوانات لمكافحة الطفيليات الداخلية.
  • إجراء جميع الاختبارات الصحية والضرورية كالبروسيلا والكلاميديا والطفيليات وغيرها.
  • مراقبة القطيع يوميا قبل خروجه للمرعى وأثناء الرعي وعزل الأفراد المريضة لعلاجها فرديا.
  • مرور كافة أفراد القطيع عند خروجها للمرعى فوق حوض سطحي فيه محلول معقم للأظلاف وبالمثل حين عودتها للحظائر.
  • اتخاذ الاحتياطات الوقائية الصارمة خلال فترة الولادة لتشمل إزالة المشيمة وإزالة جميع آثار الإجهاضات وتعزيل وتطهير وتعقيم أماكنها بدقة وعناية شديدتين بواسطة الشيد.

2/ أهم الأمراض التي تصيب الأغنام

أ/ الإجهاض المعدي: brucellosis

ويسمى أيضا الحمى المالصية – أو الحمى المتموجة – أو الإجهاض العاصف او الوبائي.

أسباب المرض:

بكتيريا البروسيلا brucella، وهي ثلاثة أنواع ولكن أخطرها melitensis-brucella التي تؤثر على الأغنام وتنتقل إلى الإنسان الذي يتعامل مع الحيوانات المصابة فهو بذلك من الامراض المشتركة.

أعراض المرض:

العرض الأساسي في الأغنام المصابة بالإجهاض المعدي هو الإجهاض في الفترة الأخيرة من الحمل 40-50 يوما من ميعاد الولادة ويشخص هذا المرض بإجراء اختبار على سيرم الدم بواسطة البيطريين أو معامل التشخيص المتخصصة.

الوقاية والعلاج:

ليس هناك علاج لهذا المرض حيث أنه سريع الانتشار لذا يجب التخلص من الحيوانات المصابة.

ب/ السالمونيلا

أسباب المرض:

هناك أنواع عديدة من السالمونيلا وهي بكتيريا موجودة بالبيئة وتنتقل بواسطة الحيوانات وتكون هذه الحيوانات حاملة للمرض وينتقل الميكروب من حيوان إلى آخر.

أعراض المرض:

في صغار الأغنام تظهر الإصابة في صورة براز مدمم ويتغير لونه إلى الأسود، حدوث وفيات مفاجئة قبل ظهور الإسهال، ارتفاع في درجة الحرارة، الإجهاض إحدى العلامات وتكون غالبا في 50 يوما الأخيرة من الحمل.

الوقاية والعلاج:

يجب تشجيع المجترات الصغيرة على الأكل والشرب من مصادر طازجة نظيفة وعزل الحيوانات التي يظهر عليها المرض، تطهير المنطقة جيدل، يوجد لقاح لأصناف معينة من السالمونيلات يكون ذا نفع إذا ما تم تشخيص المرض ومعرفته.

ت/ الكزاز أو التيتانوس tetanus

المرض يظهر عقب حدوث جروح عميقة أو ولادة حديثة سواء للأم أو الجنين وفي قليل من الحالات يحدث دون جرح ظاهر خارجي.

أسباب المرض:

هذا المرض يسببه سموم بكتيرية من نوع clostridium tetan وهو موجود بالتربة وفي براز الحيوانات والإنسان ويدخل الجسم عن طريق الجروح العميقة عندما تنمو البكتيريا وتنتج سمومها المسببة للمرض.

أعراض المرض:

تيبس عام وتصلب للعضلات خاصة عضلات الرأس والرقبة وسرعان ما تنتقل إلى باقي الجسم والارجل والرأس والذيل متصلب وحدوث تقلصات في العضلات.

الوقاية والعلاج:

هذا المرض مميت لذا نجد ان 80% من الحالات المصابة تنتهي بالوفاة، وعموما يحتاج العلاج إلى جرعات عالية من البنسلين في العضل مع مضاد سموم مع مهدئ.

ث/ مرض الكلوة الرخوة في الحملان pulpy kidney

مسبب المرض:

ميكروب يوجد في الأمعاء تحت ظروف معينة نتيجة اختلاف نوع الغذاء أو تغيير كميات الغذاء المقدم للحيوان. مرض حاد من نتائجه النفوق المفاجئ في الحملان.

أعراض المرض:

نفوق مفاجئ بنسب كبيرة تصل إلى 90% من الحيوانات المصابة، عدم توازن الحيوان المصاب، تشجنجات، إسهال ونفاخ قبل الوفاة.

الوقاية والعلاج:

تحصن الحيوانات في المنطقة الموبؤة التي يظهر فيها المرض وبصفة دورية، مراعاة اتزان الغذاء المقدم للحيوان، التدريج عند تغيير الغذاء، تطهير الأحواض، العلاج غير مجدي ويمكن استخدام المضادات الحيوية واسعة المدى مع مضادات الحساسية.

ج/ مرض اللسان الأزرق bluetongue

هذا المرض معدي ينتقل بواسطة البعوض ولا ينتقل بالاختلاط.

أعراض المرض:

ارتفاع شديد في الحرارة ويسمى طور الحمى، فقدان الشهية، احتقان في مقدمة الفم وظهور تقيحات ويسيل اللعاب من الفم، يزرق اللسان ويتورم ويتدلي من الفم، يظهر العرج والأنيميا والهزال واحتقان شديد حول الحافر وقد تستمر الحالة لأكثر من شهر.

الوقاية والعلاج:

توضع الحيوانات المصابة في الحجر البيطري معزولة تماما، القضاء على البعوض، توجد لقاحات حية تنتج أجسام مناعية بعد 15 يوما وبذلك يعطي مناعة لمدة عام، ويحصن الحيوان من عمر 6 شهور وتوجد لقاحات ميتة وتكون مدة المناعة لمدة قصيرة وغير فعالة.

وأغلب الأمراض الفيروسية ليس لها علاج فعال ولكن يمكن استخدام خافض للحرارة والتطهير وتقديم علائق جيدة.

ح/ مرض السعار rabies

(مرض الكلب) -وهذا المرض قاتل دائما-

أسباب المرض:

فيروس يسبب هذا المرض لذوات الدم الحار من الحيوانات والإنسان وينتقل عن طريق الحقن أو العض من الحيوان المصاب ومدة الحضانة في هذا المرض ممكن أن تطول إلى أكثر من 10 شهور، التشخيص بالأعراض في هذا المرض غير كافي على الإطلاق وغير ممكن لتشابهه مع أمراض أخرى تصيب الجهاز العصبي المركزي فلابد من استخدام التشخيص المخبري.

أعراض المرض:

ظهور الهدوء والهبوط وقف الشهيق على الحيوان المصاب، تلجأ بعض الحيوانات في عض أو اكل الأجسام الغريبة كالأخشاب أو الحجارة أو الأجزاء المعدنية، عدم قدرة الحيوان على البلع فالحيوان المصاب غير قادر علي بلع الماء أو اللعاب ولذا يسقط اللعاب من الفم، أتساع حدقة العين.

الوقاية والعلاج:

بعد ظهور الأعراض فان أي علاج غير مؤثر أو فعال – الوقاية والعلاج في الإنسان يبدأ مباشرة بعد التعرض للعض ولكن هذه الطريقة غير – ولكن هناك اللقاحات العديدة متوفرة للحيوان.

خ/ جدري الضأن sheep pox

مرض الجدري من الأمراض الفيروسية شديدة العدوى (وبائي)، ويصيب جميع الحيوانات ماعدا الكلاب، وجدري الضأن أو الأغنام.

 من أكثر الأمراض خطورة حيث تنتج عنه خسائر اقتصادية.

أعراض المرض:

تبدأ بارتفاع درجة الحرارة (الحمى) وجود إفرازات دمعية من العين – وجود إفرازات من فتحة الانف عقب ظهور الحمى يبدأ الطفح الجلدي في المناطق التي ينمو فيها الصوف (الفخذين – تحت الذيل – جفون العين - الضرع) الطفح الجلدي عبارة عن بقع حمراء مع وجود أود يما تحت الجلد حول الطفح.

الوقاية والعلاج:

  • للوقاية يجب تحصين الأغنام باللقاح في الأماكن الموبوءة – الأغنام سابقة الإصابة تكتسب مناعة مدى الحياة.
  • الأمراض الطفيلية التي تصيب الأغنام.

google-playkhamsatmostaqltradent